تعريف اختلاس الاموال

تعريف اختلاس الاموال

تعريف اختلاس الاموال
تعريف اختلاس الاموال

يُعدُّ اختلاس الأموال من أهم الجرائم المالية التي يتعرض لها العديد من الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة. إذ يمثِّل هذا الفعل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد ويؤثِّر سلبًا على الثقة في المؤسسات والأفراد. لذلك، يلزم الحذر من هذه الجريمة، وفي هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن تعريف إختلاس الأموال.

1. مفهوم اختلاس الأموال

إتلاس الأموال هو عملية غير شرعية يقوم بها الفرد بسرقة أموال الآخرين الذين يثقون به بشكل غير قانوني. يشمل الإختلاس أنواعًا مختلفة ومتنوعة بدءاً من تحويل المبالغ من حسابات الآخرين بشكل غير قانوني إلى الإستيلاء على أموال الآخرين بأساليب غير قانونية، فيمكن للشخص الذي يقوم بإختلاس المال أن يكون مستشارًا ماليًا أو يعمل في مؤسسة مالية أو حتى يكون شخصًا يعمل في وظيفة عادية بشركة. ومن الجدير بالذكر أن الإختلاس يأخذ أشكالًا مختلفة وقد يكون متطورًا لدرجة كبيرة مما يجعله جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون.

عند الحديث عن الإختلاس، يجب أخذ العديد من الأمور بالإعتبار. فالإختلاس يختلف في حدته وفي حجمه، وهو يتطلب مقتضيات قانونية ورفع قضية ضد المتهم، إذ يعاقب على الإختلاس بغض النظر عن حجم الأموال المسروقة. وبما أن الإختلاس مخالفٌ للقانون فهو يُعد جريمةً خطيرة تستند إلى أسس اجرائية وقانونية كما يجرم المتهم ويعاقب بأقصى العقوبات النظامية.

على الرغم من أن الإختلاس يشتمل على تصنيفات مختلفة وأشكال متعددة، فهو لا يتناول مرتكبي جرائم حقيقية فحسب، وإنما يُشتمل على العديد من الأساليب الغير شرعية والإستخدامات غير المصرح بها للأموال التي يثق بها العامة أو الشركات. ولذلك، يجب الإنتباه إلى الأساليب المُستخدمة في جمع الأموال والتعامل معها، وضرورة الإدراك الكامل عن أنواع الإختلاس الموجودة وطرق الوقاية منها.

2. أسباب ودوافع الاختلاس

تُعد جريمة الاختلاس من الجرائم الاقتصادية الخطيرة التي تؤثر بشكلٍ كبير على المجتمع. فما هي أسباب ودوافع الاختلاس؟ لأسباب عديدة، يتقدم العدد الكبير من غير المخلصين في الوظائف بطلبات تعيين أو في انتظار الترقية إلى مراكز أعلى. وإذا لم تتحقق هذه الأمور، فإن الشعور بالغضب وعدم الرضا يدفعهم إلى اللجوء إلى الاختلاس، وهو ما يُشبه الانتقام. كما أن بعض الجانحين يحصلون على الأموال المسروقة بطريقةٍ سهلة وسريعة، ويستثمرونها فيما بعد في الأنشطة غير المشروعة، كالمقامرة أو شراء العربات الباهظة الثمن والمجوهرات الفاحشة الثمن.

بعض الأشخاص يتعرضون لظروف شخصية صعبة مثل مأساة أسرية أو تكاليف مالية جسيمة، وهذا ما يعتبر دافعًا كافيًا لممارسة الاختلاس. كما أن البعض الآخر يرغب في المزيد من السلطة والنفوذ، ويعتقدون أن الوصول إلى الأموال سيساعدهم في تحقيق ذلك. وفي العديد من الأحيان، يتم إقناع الأشخاص الذين يرتكبون هذه الجريمة بأنهم لن يتم كشفهم في حال ارتكاب الاختلاس، مما يزيد من إغراءهم.

من الجدير بالذكر أن جريمة الاختلاس ليست مجرد جريمة اقتصادية، بل يتضمنها الجانب الأخلاقي أيضًا. فعند ارتكابها، يقوم الجاني بخداع ثقة الآخرين وإضرارهم بمالهم الخاص، مما يُضر بالعلاقات الاجتماعية والعامة. لذلك، تُعد جريمة الاختلاس من الجرائم العدائية التي تستدعي الحزم والعقاب لمن يرتكبها.

3. أنواع الاختلاس

أنواع الاختلاس هي متنوعة وتختلف على حسب الطبيعة والمبلغ المختلس. يمكن أن يكون الاختلاس طفيفًا جدًّا، ويتضمن كميات صغيرة من المال، أو يكون بشكل هائل ويشتمل على مبالغ كبيرة وخطط متطورة. فمن الممكن، على سبيل المثال، أن يتم اختلاس أموال من حسابات، أو يقوم المستشار المالي بسرقة أموال من مستثمريه، كما يمكن أن يحدث اختلاسٌ في الوضع الحكومي.

يختلف تعريف الاختلاس من دولة لأخرى، وتعتبر هذه الجريمة جريمة منتشرة في جميع أنحاء العالم. يشمل الاختلاس ليس فقط الأموال، بل أيضًا المواد الخاصة التي يتم استخدامها بصفة غير قانونية، مثل المعدات الطبية أو المستلزمات الإلكترونية أو الأدوية.

تعد الاختلاس جريمة مالية وخطيرة، ويمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن لفترة طويلة جدًا، بالإضافة إلى دفع الأموال المختلسة. كثيراً ما يتم الحصول على الأموال المسروقة بطرق غير شرعية، مما يؤدي إلى انتشار الفساد في جميع أنحاء المجتمع. لذلك، فإن الأنظمة القانونية في العالم تعمل على مواجهة تلك الممارسات وضمان العدالة في الحياة المالية للجميع.

4. الآثار القانونية والاجتماعية للاختلاس

يمكن القول إن جريمة الاختلاس تعتبر من بين الجرائم الأكثر خطورة وأثرًا على المجتمع والحياة الاقتصادية. فهي تستهدف المال العام والخاص، ويتم ارتكابها عن طريق الاستيلاء على الممتلكات أو المال الذي تم تسليمه للشخص بحكم وظيفته، من خلال التدليس أو الغش. وتتسبب هذه الجريمة في أضرار جسيمة للموظف والمجتمع، حيث تؤدي إلى الفوضى وتقلص موارد الدولة وتفقدها للثقة، مما يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد والمجتمع بشكل عام.

على الرغم من أن هذه الجريمة تعتبر من الجرائم الوظيفية، إلا أنها تحظى برؤية مكرمة في القوانين العربية. ففي قانون العقوبات الأردني يتم تشديد العقوبات المتعلقة بهذا النوع من الجرائم، من أجل حماية الأموال والمصالح العامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تترتب على هذه الجريمة آثار قانونية واجتماعية خطيرة، حيث يتم معاقبة الفاعل وفق الأحكام القانونية، وقد يتسبب إدانته في فقدان وظيفته واستحالة التعيين بالمؤسسات الحكومية أو الخاصة. كما يفقد الفاعل ثقة الناس والمجتمع به، ويفقد الاحترام والشرف، ويتضرر سمعته الشخصية والمهنية.

بصفة عامة، تعتبر جريمة الاختلاس من الجرائم الخطيرة التي تؤدي إلى تعريض المجتمع للخطر، ويجب محاربتها بكل السبل، وتطبيق العقوبات الرادعة والإجراءات الوقائية والتثقيفية، وتعزيز النزاهة والشفافية في العمل الحكومي والخاص، لحماية المال العام والخاص والحفاظ على مصالح الدولة والمواطنين.

5. الوسائل الوقائية والإجرائية للتصدي للاختلاس

يجب أن يكون هناك وسائل وقائية وإجرائية فعالة لمنع الاختلاسات في المؤسسات. يجب على المؤسسات تطبيق إجراءات وقائية تتضمن فحص شامل لخلفية المرشحين للوظائف، وإدارة مراجعات دورية للجوانب المالية للمؤسسة. وهناك حاجة أيضًا لتطوير برامج توعوية التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية النزاهة والشفافية في المؤسسات وتبين مخاطر ارتكاب الاختلاسات.

يجب تطبيق إجراءات قوية لجعل عمليات الرصد والتقييم للمخاطر أساسًا لنجاح أي نظام لمكافحة الاختلاسات. يجب على المؤسسات توظيف مراجعين داخلين أو خارجين مؤهلين لإجراء مراجعة دقيقة للحسابات وتحديد أي نواحي مشبوهة أو غير قانونية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تضطلع المؤسسات بالمسؤولية عن تطوير إجراءات محكمة لإبلاغ الموظفين بالاحتياليين ومواجهتهم. ويجب أيضًا تطوير نهج شامل لإدارة المخاطر يشمل كل من التقييم الدوري وإجراءات الرصد الفعالة. سيتطلب ذلك توفير تدريب مستمر للموظفين بشأن التزامهم بمبادئ المؤسسة الأساسية وضمان وجود محرري حسابات مؤهلين لأداء هذه المهمة بشكل فعال.

وأخيرًا، يجب على الإدارة تطوير سياسات وإجراءات رادعة على المستويين الوظيفي والقانوني لمعالجة الاختلاسات المكتشفة. يجب أن تكون هذه السياسات والإجراءات واضحة وعادلة وموضوعية، مع وجود عقوبات صارمة تشكل دافعًا للموظفين للاحترام والالتزام بقواعد المؤسسة.

6. التعرف على علامات وأدلة الاختلاس

يعتبر الاختلاس من الجرائم الخطيرة التي تضر بمصالح المجتمع وتؤثر على الثقة والمصداقية في العلاقات الاقتصادية والتجارية. ومن المهم التعرف على علامات وأدلة الاختلاس من أجل الوقاية منها وضمان سلامة المال العام والخاص. ويمكن التعرف على الاختلاس عن طريق ملاحظة تغييرات مفاجئة في حسابات الشركة أو الجهة المالكة، وعدم التوافق بين الحسابات المالية المعلن عنها والواقع الفعلي للأموال في الحسابات.

وتشمل أدلة الاختلاس أيضًا العمليات الثابتة المخالفة للإجراءات المالية الصحيحة، وفرص الاستثمار المشبوهة والبعيدة عن أهداف الشركة، وعدم وجود سجلات دقيقة للمعاملات المالية المهمة. ومن أهم العلامات التحذيرية للإشارة لعمليات الاختلاس هو التذبذبات المفاجئة في أسعار الأسهم والأدوات المالية، وتغير مفاجئ في وظائف العاملين الماليين داخل الشركة.

ومن المهم الإبلاغ عن أي ملاحظات أو شكوك بشأن عمليات اختلاس للجهات المختصة المسؤولة عن الرقابة المالية والحفاظ على سلامة المال العام والخاص. كما يجب مراجعة وتحديث الإجراءات المالية الداخلية بشكل دوري وتدريب العاملين على الإجراءات الصحيحة للحفاظ على المال وتفادي حدوث عمليات الاختلاس.

ونظرًا لأهمية تجنب الاختلاس، فإن المنظم القانوني السعودي قد فرض عقوبات صارمة ضد المخالفين والمتورطين في عمليات الاختلاس، والتي تشمل السجن والغرامات المالية وتعويض المتضررين عن الخسائر الناتجة عن هذه الجريمة. وهذه العقوبات تسعى إلى تحقيق العدالة والحفاظ على سلامة المال العام والخاص.

للحد من احتمالية حدوث عمليات الاختلاس، يجب الاستعانة بخبراء المراقبة والرقابة المالية لتقييم ومراقبة العمليات المالية والتأكد من سلامتها والكشف عن أية مخالفات أو عمليات اختلاس قد تحدث. ويجب تفعيل برامج الأمن السيبراني لمراقبة البيانات المالية ومنع الوصول غير المصرح به على النظام المالي والحد من خطر الاختراق والاختلاس.

وفي النهاية، يجب على الأفراد والمؤسسات المالية العمل على تعزيز الوعي والثقافة المالية للتعرف على عمليات الاختلاس والتأكد من سلامة المعاملات المالية والحفاظ على سلامة المال العام والخاص وتحقيق أعلى معايير الشفافية والمصداقية في العلاقات الاقتصادية.

7. كيفية التعامل مع حالات الاختلاس

يشكل اختلاس الأموال جريمة خطيرة تؤثر على المؤسسات والمجتمع بشكل عام، ويتطلب قضاء هذه الجريمة تحقيقات فورية ودقيقة. في بداية التعامل مع حالات الاختلاس، يجب على المؤسسات الإبلاغ عنها للسلطات المعنية، من أجل أن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة. كما يجب الحفاظ على الأدلة والمستندات المتعلقة بالجريمة، وذلك لإثبات الاختلاس والحصول على التعويض المناسب.

ينبغي أيضاً فرض الرقابة الداخلية على المؤسسات وإجراء فحص دوري للحسابات، وتحديث قاعدة البيانات للعاملين في المؤسسة والتأكد من صحة بياناتهم. وفي حالة الاشتباه بوجود حالة اختلاس، يجب فحص الحسابات بدقة واتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل سريع.

يجب أن يكون للمؤسسات نظام واضح للإدارة والمراقبة، وتوجيه الموظفين لبذل قصارى جهدهم في الحفاظ على المبالغ المالية وتدقيق الحسابات. وبالنسبة للموظفين، يجب عليهم الالتزام بشروط توظيفهم وواجباتهم الوظيفية، والتصرف في الأموال والممتلكات المؤسسية بشكل شفاف ومسؤول.

عند اكتشاف حالات الاختلاس، يجب القيام بالتحقيقات اللازمة وإعطاء الأولوية للحفاظ على حقوق المؤسسة، بما في ذلك استئناف الأموال المسروقة وتنفيذ الإجراءات القانونية ضد المختلسين. كما يتطلب التحقيق تدقيق الحسابات والتحقق من صحة المستندات والدلائل، وإنشاء تقارير مفصلة تحتوي على الأدلة اللازمة.

لا يجوز التسامح مع حالات الاختلاس أو تجاهل الأمر، فقد يؤدي ذلك إلى أضرار كبيرة على المؤسسات والمجتمع. يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة هذه الجريمة، وتشديد العقوبات عليها، وتحديث النظم والإجراءات لمنع حدوثها مرة أخرى في المستقبل.

8. أمثلة حول حالات الاختلاس في العالم

1. حدثت العديد من حالات الاختلاس في جميع أنحاء العالم، وتشمل مختلف القطاعات مثل الأعمال التجارية والمؤسسات الحكومية والمنظمات غير الربحية. ومن بين أمثلة الحالات الشهيرة، يمكن الإشارة إلى حالة اختلاس برنارد مادوف للأموال الاستثمارية التي تم إدارتها في شركة برنارد الاستثمارية في الولايات المتحدة. كما شهدت شركة تويوتا اليابانية حالة اختلاس تسببت في خسائر جسيمة للشركة.

2. تشهد الجهات الحكومية في جميع أنحاء العالم حالات اختلاس مال الضرائب والأموال العامة، وهو نوع خطير جدًا من الاختلاس. ومن بين الحالات المشهورة، يمكن الإشارة إلى حالة الاختلاس التي وقعت في ماليزيا وشملت الأموال المخصصة لتطوير البنية التحتية في البلاد. كما شهدت الهند حالة اختلاس لها صلة بالضرائب التي تجاوزت قيمتها الـ ٤٣٠ مليون دولار أمريكي.

3. يمكن للموظفين المخلصين أن يحاربوا ويكشفوا حالات الاختلاس أو الاحتيال التي يشتبه فيها. ومن بين الحالات الشهيرة، يوجد ضابط شرطة في روسيا اكتشف عملية اختلاس مالية بمبالغ كبيرة في وحدة الشرطة التي كان يعمل بها. كما اكتشف موظف في مؤسسة ويبر ماكنزي الشهيرة بمحركات البحث الأمريكية حالة اختلاس في العلاقات المالية بين احد العملاء والمؤسسة.

4. يمكن للصناعات المختلفة أن تواجه حالات اختلاس من الموظفين الداخليين، مثل حالة الاختلاس الذي وقع في شركة النفط العملاقة شيل في نيجيريا وأعلنت الشركة عن خسائر جسيمة بسبب هذا الاختلاس. وفي الولايات المتحدة، واجهت مؤسسة وول مارت حالات اختلاس من موظفيها بضخمها والتي كانت قيمتها تزيد عن ٢٥٠ مليون دولار.

5. قد تشمل حالات الاختلاس أيضًا الجرائم المالية التي ترتكب على الإنترنت، مثل عمليات اختلاس البيانات الشخصية وإرسال البريد الإلكتروني الاحتيالي. ومن بين الأمثلة الشهيرة، تشمل حالات اختلاس مالي بدوافع سيبرانية في الهجوم الذي تعرضت له شركة سوني بيكتشرز عام ٢٠١٤ وقدرت الخسائر الناتجة عن الاختلاس بأكثر من ١٠٠ مليون دولار.

6. يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورًا كبيرًا في كشف حالات الاختلاس وإجراء التحقيقات اللازمة. ومن بين الأمثلة، نجد قضية مكتب فكتوريا التي كشفت عن حالة اختلاس كبيرة من مؤسسة إدارة الأصول في الصين وأدت إلى استقالة أكثر من عشرين موظفًا في المؤسسة.

7. يوضح العديد من التقارير العالمية أن الأسواق الناشئة تشهد العديد من حالات الاختلاس في جميع القطاعات المختلفة، مثل الأعمال التجارية والمؤسسات الحكومية. ومن بين الحالات الشهيرة، يوجد الفضيحة المالية التي وقعت في البرازيل في عام ٢٠١٧ وراح ضحيتها العديد من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين.

8. يجب أن يواصل الأفراد والمؤسسات التعاون مع السلطات المختصة للكشف عن ومحاربة حالات الاختلاس والاحتيال. ويجيب العمل على تعزيز النظم والإجراءات الوقائية، وضمان عدم إهمال أي تحذيرات أو مؤشرات محتملة على الاختلاس. ومن بين الحالات الشهيرة، تشمل حالة اختلاس الذهب في البنك المركزي الإيطالي ورصد مؤشرات واضحة قبل تنفيذ الجريمة.

9. الجرائم المالية الأخرى والفروقات بينها وبين الاختلاس

تعد جريمة الاختلاس من بين الجرائم المالية الهامة، وتختلف عن بعض الجرائم الأخرى مثل السرقة والاحتيال. ويكمن الاختلاس في خداع الثقة التي وضعها صاحب المال في الشخص الذي اختلسه، حيث يتم استغلال السلطة أو الوظيفة الموكلة له والتي تمكنه من الوصول إلى المال، وسرقته دون علم المالك. وبشكل عام، يتضمن الاختلاس الجنائي الغش والتزوير أيضًا، ولكن يتميز الاختلاس عنهما بالخداع الذي يتم من خلال الاستغلال الوظيفي.

يتطلب وجود جريمة الاختلاس في القانون الحصول على المال بواسطة الاحتيال، ولكن أحد أهم عناصر الاختلاس هو أن يكون المال قد سلم بحكم الوظيفة. ولذلك، يتم الاحتفاظ بالمبالغ لصالح المؤسسة المالية أو صاحب المال، ويتم استخدامها فيما بعد للغرض الذي تم تحديده مسبقًا.

أما عن الركن المعنوي في الاختلاس، فيتمثل في القصد الجنائي، أي أن يكون الجاني يعلم بأن عمله خاطئ ويفعله بقصد. وفي حالة عدم وجود القصد الجنائي، يعد العمل فقط خطأً مهنيًا أو تقصيرًا في الأداء، وليس جريمة.

تتراوح العقوبة التي يواجهها المختلس في قانون العقوبات الأردني بين الحبس ودفع الغرامة أو كليهما معًا، وتعتمد العقوبة على مدى حجم الاختلاس وتأثيره على صاحب المال والمؤسسة المالية. وغالبًا ما يتم تشديد العقوبة في الجرائم المالية لأنها تؤثر على المال العام وعلى الثقة في النظام المالي.

يعود سبب أهمية جريمة الاختلاس إلى أن موضوعها يتعلق بالمال العام أو المال للمؤسسات التي يساهم فيها الأفراد من المجتمع، وبالتالي يجب أن يتم حمايتها بشكل يضمن حصول صاحب المال على ما يستحقه، وذلك من أجل استمرار وتطور النظام المالي والاقتصادي في الدولة.

يجب على أي موظف أو مستخدم يعمل في المؤسسات المالية أن يفهم تمامًا خطورة جريمة الاختلاس على المؤسسة وعلى المجتمع بشكل عام. وعلى الرغم من أنه يمكن تفاديها بتطبيق بعض الإجراءات والسياسات، يظل الوعي بالمخاطر المترتبة على هذه الجريمة ذات أهمية كبيرة.

تم في القوانين الحديثة تصوير الاشتراك الجنائي في الاختلاس، والذي يحدث عندما يشارك شخصان أو أكثر في جريمة الاختلاس بنفس درجة الجناية، على أن يتم معاقبتهم بشكل متساوٍ بموجب الاتفاق الذي تم بينهم.

بالإضافة إلى جريمة الاختلاس، توجد العديد من الجرائم المالية الأخرى مثل الاحتيال والسرقة، وعلى الرغم من أنها تختلف عن الاختلاس في العناصر الرئيسية، إلا أنه يمكن أن تؤثر بشكل كبير على المؤسسة المالية والمجتمع بشكل عام. ومن هنا، يتم إدراج هذه الجرائم ضمن الأنظمة والقوانين وتشديد العقوبات عليها.

10. مسؤولية الجميع في مكافحة الاختلاس الإلكتروني والمالي.

يعد الاختلاس من الجرائم الخطرة التي تؤدي إلى خسارة المال العام، سواء كانت الجريمة تتعلق بالنظام السعودي أو أي دولة أخرى. ومع ظهور التكنولوجيا والاعتماد الكبير عليها في الحياة اليومية، أصبح الاختلاس الإلكتروني أيضًا مصدرًا للقلق. لذا يتحتم على الجميع العمل سوياً لمكافحة تلك الجرائم المالية الخطيرة، للحفاظ على مال الدولة والمواطنين.

تقوم المملكة العربية السعودية بتطبيق عقوبات صارمة على المتهمين بجرائم الاختلاس، وهي العقوبات التي تشمل السجن والغرامات المالية. وبالإضافة إلى ذلك، يتم محاسبة المتسببين في الأضرار الناجمة عن تلك الجريمة، وهذا يؤدي إلى تعزيز الدور الوقائي للقانون.

بالنسبة لجرائم الاختلاس الإلكتروني، فإنها تتطلب مزيدًا من الحذر والقدرة على التعرف على التقنيات الأمنية المتوفرة. ومن المهم جدًا التعاون مع أفراد من القطاعات المختلفة لحماية الأموال والمعلومات الحيوية من الاختلاس الإلكتروني.

يجب على الجميع المشاركة في مكافحة الاختلاس الإلكتروني والمالي، سواء عن طريق الإبلاغ عن المشتبه بهم أو قيامهم بإبلاغ المسؤولين بأي نشاط مشبوه في البيئة المالية والإلكترونية. كما يجب تعزيز الوعي والتثقيف حول مخاطر الاختلاس، وتوفير الأدوات اللازمة للكشف عنه والحد منه.