تعريف الفلسفة السكولائية

تعريف الفلسفة السكولائية

تعريف الفلسفة السكولائية
تعريف الفلسفة السكولائية

في عالم الفلسفة، تتعدد التيارات والمدارس الفكرية التي ترتبط بتأسيسات وأفكار مختلفة. ومن بين هذه المدارس تعد الفلسفة السكولائية أحد أهمها وأشهرها، فهي تشمل توجهات فلسفية كثيرة وتتميز بالاهتمام بالجانب النظري والعملي على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الفلسفة السكولائية من الفلسفات التاريخية التي تعود جذورها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ولا تزال حتى يومنا هذا تؤثر في العديد من الميادين الفكرية والعلمية. في هذا المقال، سوف نتعرف على تعريف الفلسفة السكولائية وما تميزها وما هي أبرز مدارسها وأهم المفكرين الذين ساهموا في صياغتها وتطويرها.

1. تاريخ السكولاستية

السكولاستية هي فلسفة تعود جذورها إلى عصور الوسطى، حيث عمل مجموعة من المفكرين على تحليل بعض القضايا الفلسفية العامة على أساس عقيدة دينية ثابتة. ترجع الإنطلاقة الأولى للسكولاستية تحت تأثير التقاليد الصوفية والحدسية التابعة لفلسفات مثل الأوغسطينية، وأخذت هذه الفلسفة تطورًا وتنوعًا مع زمنها حتى أصبحت فلسفة كاملة تهتم بالعديد من الموضوعات الفلسفية مثل الإرادة والفكر والإسمية وغيرها.

تشير الكلمة "سكولا" في الفلسفة السكولاستية إلى المدرسة، وتفسر هذه الفلسفة بالتالي على أساس التدريس والتعليم، حيث يتم تدريس الفلسفة في المدارس بشكل واسع. تحمل الفلسفة السكولاستية اهتمامًا كبيرًا باللاهوت، وتحاول دائمًا دعمه. ويمكن تلخيص هذه الفلسفة بأنها توحيد فلسفي للإيمان المسيحي مع التفكير الفلسفي.

تهتم الفلسفة السكولاستية بالحفاظ على قيم الفلسفة الآبائية والكنسيّة، والتركيز على الأسس الفلسفية للإيمان المسيحي. تم تنظيم الفلسفة السكولاستية للمساعدة في فهم العالم، ونتيجة لذلك ، يمكن أن تساعد الفلسفة السكولاستية في إرشاد الدين وهي شائعة في العديد من الجداول الدراسية، وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز التفكير الفلسفي وتحسين فهم الدين.

2. تأثير العقيدة الدينية في السكولاستية

تأثير العقيدة الدينية في السكولاستية كان كبيرًا، حيث تعود جذور فلسفة المدرسة إلى العصور الوسطى التي كانت تتسم بالعقائد الدينية الثابتة. ولذلك، تسعى الفلسفة السكولائية إلى حل مشاكل فكرية جديدة وإثبات الإرادة والفكر والاسمية وذلك بطريقة تدريسية وتعليمية تنطلق من اللاهوت.

وبالنسبة لتأثير العقيدة الدينية في السكولاستية، فقد ساهمت العقيدة الدينية في دعم قيمة التعليم والتدريس، وذلك بعدما أظهرت أهمية فكرة التدريس في الدين. وهذا ما انعكس على الفلسفة السكولائية التي ترتكز على فكرة الحفاظ على الفلسفة الآبائية، وذلك بطريقة تدريسية تتميز بالعمق والتحليل.

واستطاعت الفلسفة السكولائية أن تطور على نحو كبير وذلك بفضل العقيدة الدينية التي كانت تدعم التعليم والتدريس. وقد أسهم هذا التطور في ترسيخ الفلسفة السكولائية كرائدة للفكر التعليمي والتربوي، وذلك بفضل إيمان الفلاسفة بالتعليم كأداة مهمة في إيصال الفلسفة وتحليلها بطريقة دقيقة وعلمية.

3. مشاكل الفلسفة التي حاولت السكولاستية حلها

تأسست الفلسفة السكولائية لحل مشاكل فلسفية عامة جديدة، منها مشكلة الإرادة والفكر والاسمية وإثبات ذلك من ، والتي كانت في البداية تحت تأثير التقليد الصوفي والحدسي لفلسفة آباء الكنيسة ولا سيما الأوغسطينية. يعود ظهور السكولائية إلى العديد من المفكرين الذين عملوا في ظل خلفية من العقيدة الدينية الثابتة، حيث سعوا إلى تنمية مختلف المفاهيم والأفكار حول اللاهوت والعقيدة المسيحية وتطورها عبر التاريخ.

كما تنبع مشكلات الفلسفة السكولائية أيضًا من محاولة تقديم حلول لمشاكل متعلقة بالتعليم والعلم والمعرفة. فقد سعت السكولاستية إلى توطيد العلاقة الما بين الفلسفة واللاهوت، وتحديد ما يتم تدريسه بالتحديد في المدارس ، وكذلك تعريف موقع الفلسفة السكولائية داخل المنهاج الأكاديمي، وكيفية ترجمة هذا العلم للحياة العملية.

علاوة على ذلك، تتحدث الفلسفة السكولائية عن مشاكل مختلفة تتعلق بالعلم والمعرفة، وتسعى إلى تثبيت العلوم على أساسات قوية ومنطقية، والتي تثبت ذلك بالأدلة التي توجد في واقع الحياة. وهذا ما دفع العلماء والفلاسفة إلى إرساء أسس علمية قوية من خلال تحريك التفكير البشري والبحث العلمي، حتى يتمكنوا من فهم مصادر العلم والمعرفة، بغرض تحقيق التميز والتفوق على الصعيد العلمي والثقافي.

4. دور التقليد الصوفي والحدسي في السكولاستية

دور التقليد الصوفي والحدسي في السكولاستية:

التقليد الصوفي والحدسي كان لهما دورًا مهمًا في السكولاستية. لقد أسهما في تشكيل وتوسيع مجال الفلسفة السكولاستية، إذ قدما لها مفاهيم مختلفة ومتعددة. يؤمن أتباع هذين التقاليد بأن الحقيقة ليست مجرد خطاب لغوي، بل يمكن الوصول إليها من خلال الروحانية والخبرة الفردية.

يرون أن التجربة الصوفية والحدسية هي الوسيلة لتحقيق الاتصال مع الله، حيث يُنظر إلى الفرد كوسيلة للوصول إلى الحقيقة. قام المفكرون السكولاستيون بتطوير هذه المفاهيم وتوظيفها في الفلسفة، وبهذا التكامل استطاعوا تعميق فهومهم واتقان منهجيتهم الفلسفية.

علاوة على ذلك، فقد جسّد أتباع التقليد الصوفي والحدسي روح الشخصية الأصيلة والتفاعل المناسب مع النصوص الكلاسيكية التي تمثل الأساس الرئيسي للفلسفة السكولاستية، وأعطوا أهمية بالغة للصلة المخصصة بين الإرادة الإلهية والإرادة البشرية. وبالتالي، فإن استخدام التقليد الصوفي والحدسي يشكل محوراً أساسياً في الفلسفة السكولاستية، إذ أنه يشجع على الاستقصاء العميق والتفاعل الشخصي مع المفاهيم الفلسفية.

5. تعريف السكولائية: المصطلح والمعنى

السكولائية هي فلسفة المدرسة، وهي مصطلح لاتيني يعني الفلسفة التي تدرس في المدارس. يمكن وصفها بأنها فلسفة مثالية ومستقرة، تتمحور حول إطار الإيمان المسيحي وعلم اللاهوت. وقد وضعت هذه الفلسفة موضوعها ومبادئها في العصور الوسطى، وترتبط بقوة بالفكر اللاهوتي المسيحي، وتسعى إلى حل المشاكل الفلسفية من منظور ديني ومدرسي.

ويعود ظهور السكولائية إلى فترة العصور الوسطى، حيث كانت تنشأ المدارس والجامعات ومدارس اللاهوت التي كان فيها الفكر الديني بمثابة السيد الأعلى في الفلسفة. وتأسست هذه الفلسفة على السعي للحفاظ على الفلسفة الأبائية وتنظيم الأسس الفلسفية للإيمان المسيحي، وأصبحت تعتمد على علم اللاهوت بعد ذلك.

وتُعرَّف السكولائية أيضًا بأنها الفلسفة التي تركِّز على إثبات الأفكار وتمجيدها، وفيها يمكن لأي شيء معرفته بواسطة العقل والتفكير الفلسفي. وتحاول السكولائية أن تثبت عقيدة الكنيسة بالتفكير الفلسفي واستخدام العقل وتحليل الأسس الفلسفية.

تطورت الفلسفة السكولائية على مدى القرون، وكان للعديد من المفكرين منهم توما الأكويني والأوغسطيني دور كبير في ذلك. واتخذت هذه المدرسة الفلسفية منهجية توفر قاعدة أساسية للتفكير والحوار الفلسفي، وتساهم في نشر الفلسفة في العصور الوسطى وأيضًا في التفكير المعاصر.

يمكن القول أن السكولائية تمثل محاولة لتوفير التوازن بين العقل والإيمان، وتكرس نفسها لدراسة المفاهيم الفلسفية التي تمس الدين، اللاهوت والمفاهيم الدينية الأخرى. كما تعتبر السكولائية وسيطًا بين الدين والفلسفة، بدعمها للعقلانية والتفكير الفلسفي، وبتجانسها بين تعاليم الكنيسة والأسس الفلسفية.

وتحتاج السكولائية إلى نظرية متكاملة وإطار فكري آمن لتحليل الأفكار الفلسفية والشؤون المتعلقة بالدين واللاهوت. فمن خلال السعي لإيجاد الحقيقة الكاملة، استطاعت السكولائية التأثير على التفكير الفلسفي والديني وتراثه في العالم.

6. أسس الفلسفة السكولائية

يعد الفلسفة السكولائية من أبرز المدارس الفلسفية التي نشأت في أوروبا خلال العصور الوسطى واستمرت حتى القرن السابع عشر. وتميزت هذه المدرسة بالاهتمام الكبير بتحليل الأفكار والمفاهيم وإعطاء الأولوية للمنطق فيتناول الخلافات الفلسفية بطريقة نقدية دقيقة. ويحاول أتباع هذه المدرسة تقديم برهان نظري للنظرة العامة الدينية للعالم.

تنحّى الفكر المدرسي عن التدخل في الجوانب اللاهوتية أو المذهبية إلى حد بعيد، حيث تركز على التحليل والمنطق لتوسيع المعرفة وحل المشكلات. وتضم الفلسفة المدرسية عدة فترات تاريخية، حيث بلغت ذروتها في الفلسفة المتأخرة. ومن أهم أسس هذه المدرسة الفلسفية هو النهج النقدي، والتحليل الدقيق للمفاهيم والمبادئ الفلسفية. يحاول الفكر المدرسي فهم الواقع والحياة من خلال التحليل العميق والدقيق للأفكار والمواقف الفلسفية.

ترجع السكولاستية إلى مدارس التفسير الديني الأوروبية خلال العصور الوسطى، حيث انطلق الفكر المدرسي كنوع من التعليم الفلسفي الأكاديمي. واستمدّت هذه المدرسة الكثير من المنهجيات وأساليب الفلسفة اليونانية والرومانية القديمة، وفي الوقت نفسه، امتزجت مع الثقافة الدينية واللغة المحلية في القرون الوسطى. ومن أبرز أتباع هذه الفلسفة هم أثناسيوس وسمعان البلغي، وأبو البركات البغدادي، إضافة إلى الفيلسوف الشهير توما الأكويني.

بدأت مذهبات السكولاستية في الظهور في القرن الثاني عشر في أوروبا، حيث كانت تتردد أفكار الفلاسفة اليونانيين في تلك الحقبة. وعلى الرغم من أن الفلسفة المدرسية كانت تتناول قضايا متنوعة، بدأت تتركز على المواضيع اللاهوتية والفلسفية. ويعتبر كتاب توما الأكويني "الموسوعة اللاهوتية" أحد أبرز الكتب الفلسفية التي تحدثت عن السكولاستية.

يمكن رؤية تأثيرات الفلسفة السكولائية في الثقافة الفلسفية الغربية، حيث تركز المدرسة على التحليل اللغوي والنحوي في فهم النظرية الفلسفية وتعمق الفهم في مختلف النواحي. ويمكن القول إن الفلسفة السكولائية كانت أحد أهم عوامل التصوير الحالي للفلسفة الغربية.

يعتبر الفكر المدرسي أحد أهم النماذج الفلسفية التي أسس لها الفلاسفة عبر التاريخ، ويرجع جذورها إلى العصور الوسطى في أوروبا. وتتميز هذه المدرسة بأنها تقدم منهجًا نقديًا للتحليل الفلسفي، وتهتم بتحليل وتحليل أعمق للمفاهيم والموضوعات الفلسفية. ويسعى أتباع هذا الفكر لفهم الحقيقة بوضوح، وذلك عن طريق تحليل المفاهيم الفلسفية الرئيسية. وقد ترك هذا الفكر بصمته في الفلسفة الغربية، ويستمر تأثيره في تنمية فهم الإنسان للعالم والحياة.

7. علاقة الفلسفة السكولائية باللاهوت

تعد علاقة الفلسفة السكولائية باللاهوت أحد أهم المسائل التي تميز هذهفلسفة.يرجع ذل إلى أنهاانت فلسفة دينية، حيث كان الهدف الرئيسي من الفلسفة السكولائية هو توضيح العناصر الأساسية للدين المسيحي وحججه، كما توجد عدة تطبيقات للفلسفة السكولائية في اللاهوت، على سبيل المثال، وصفهم للمثل الثالوثي وفكرتهم حول الهدف النهائي للإنسان وحريته وسلطته وما إلى ذلك.

وعلى الرغم من تواجد هذه العلاقة الوثيقة مع اللاهوت، إلا أن الفلسفة السكولائية تميزت بأنها كانت تحتل موقفًا مستقلًا للغاية، إذ لم يكن الهدف منها الأساسي نشر الدين، وإنما كان الهدف هو تطوير تفكير الإنسان بشكل عام وتقدمه في مختلف المجالات، وهو ما جعلها تحظى بقبول واسع من قبل العديد من الفلاسفة في العصور اللاحقة.

ويقال بأنه في فكر الفلاسفة السكولائية كان هناك تعزيز للقيم الدينية الأساسية، حيث تم تحديد ما يمكن توجه الإيمان إليه، وما هي الحدود المسموح بها والمحظورة، في محاولة لتطوير الفهم الإنساني للدين المسيحي بشكل أفضل. ويقوم هذا التحديد ببناء فهم اللاهوت الذي تم رسمه بعد ذلك على طول العصور المختلفة.

علاوة على ذلك، تحتل الفلسفة السكولائية موقفًا كبيرًا في تاريخ الفكر الكاثوليكي، حيث كان لها دور رئيسي في تطوير قواعد العقيدة المسيحية وفهمها، وذلك بفضل النطاق الواسع لنشاطها في مختلف المجالات الفلسفية والدينية.

من ثم، يمكن القول إن الفلسفة السكولائية قد أسفرت عن قيم في اللاهوت وفي العقيدة المسيحية بشكل عام، وذلك بفضل العلاقة الوثيقة التي كانت تربطها باللاهوت في الوقت نفسه ونجاحها في توضيح المفاهيم الهامة التي تميز الدين المسيحي.

ومع ذلك، كان للفلسفة السكولائية أيضًا تأثيرًا عميقًا في الفكر الحداثي، فقد كانت هذه الفلسفة الأساس لتطور الفكر الإنساني والاجتماعي في القرون الوسطى والعصور الحديثة، وهو ما يجعلها من المناهج الرئيسية التي تأثر بها الفكر الغربي.

8. الدور الفلسفي للإيمان المسيحي في السكولاستية

الدور الفلسفي للإيمان المسيحي في السكولاستية

تحتل الإيمان المسيحي مكانة مميزة في تشكيل الفلسفة السكولاستية. ففي العصور الوسطى، تكونت فلسفة اللاهوت، التي تركز على الجوانب اللاهوتية من دين المسيحية والتي تستند إلى تفسير العقائد المسيحية والتشريعات اللاهوتية والموروث الروحي. وكان للفيلسوف النمساوي توما أكويناس واللاهوتي الإيطالي أوغسطينوس الأثر الأكبر في هذا المجال، إذ اعتمدوا على عقيدتهم المسيحية لتشكيل فكرهم الفلسفي.

يؤمن المدرسون في السكولاستية بأن الدين يمكنه تحرير الإنسان من الجهل والجوع والعنف والظلم، ويؤمنون بالأخلاق المسيحية كأساس للسلوك الإنساني، وتقوم السكولاستية على فكرة الحقيقة المطلقة التي تحتم على الإنسان الاعتقاد بها.

يعتبر الخلاص هو الغاية الأسمى للسكولاستية، حيث يؤمن المخلصون بأن الخلاص هو الهدف الذي يجب على الإنسان السعي إليه، إذ يتحقق الخلاص بالاعتقاد بالمسيح. وعندما يؤمن الإنسان بالمسيح، يبدأ في التخلص من الذنوب والاستقلالية الذاتية، وهذا ما يشكل الأساس لفلسفة السكولاستية.

يؤمن المدرسون في السكولاستية بوجود الله، وبأن الله هو الكمال الأعلى، وأن الحقيقة المطلقة تعود لله وحده. ويعتبرون أن فهم الله يعد بمثابة الحقيقة السمية التي يجب على الإنسان اتباعها.

تعتبر فكرة الحرية من المواضيع الهامة في فلسفة السكولاستية، حيث يرى المخلصون أن الحرية تعد أساسية للنجاح والسعادة في الحياة، والحياة الأبدية في الجنة تعتمد على الحرية.

تندرج فلسفة السكولاستية ضمن فصول الفلسفة الكاثوليكية، إلا أنها تختلف في العديد من النواحي، فهي تشكل رؤية فلسفية مختلفة، ترتكز على عقيدة مسيحية محددة.

تؤمن السكولاستية بأنه يمكن للإنسان أن يعيش على الأرض وفي نفس الوقت يستعيد قوته الروحية، وأن الحياة الإنسانية يمكن أن تحتوي على معانٍ دراماتيكية تتعلق بمواجهة الذات والتغير الداخلي.

يتم تعليم فلسفة السكولاستية في الجامعات والمدارس الكاثوليكية حتى يومنا هذا، وتعد هذه الفلسفة مهمة في فهم الأخلاق الكاثوليكية والمسيحية والدين الكاثوليكي.

9. جهود السكولاستية للحفاظ على الفلسفة الآبائية

يمل الفلسفيون السكولاستيون جاهدين على الحفاظ على الفلسفة الآبائية، ومعنى ذلك هو الحفاظ على تعاليم آباء الكنيسة والأفكار الفلسفية التي صاغوها. يرى السكولاستيون أن الفلسفة الآبائية تمثل قاعدة الإيمان المسيحي، وأنها ليست مجرد فلسفة عابرة. يحاول السكولاستيون أن يقوموا بتنظيم الأساس الفلسفي للإيمان المسيحي، والسعي إلى فهم الدين كوحي فعلي دون الرجوع إلى التأويلات المجردة.

يعتبر الفلسفي السكولاستي محصلة متعددة التخصصات، فهو مختص في اللاهوت والفلسفة والعلوم الطبيعية والرياضيات والمنطق. وهو يحاول أن يجمع بين تلك المهارات المختلفة لإعطاء تعريف دقيق للفلسفة الآبائية. يرى السكولاستيون أن هذه المهارات هي الجزء الأساسي للفهم الشامل للفلسفة الآبائية.

تحاول السكولاستية إحياء الفلسفة الآبائية وتنظيمها، لأن تحولها إلى نظرية فلسفية مبنية بشكل منطقي قوي يساعد في فهم الدين السائد في ذلك الزمن. في الحقيقة، يعتبر أيضاً أن الفلسفة الآبائية هي الأساس لنظريات الشرح وتحليل الكائنات، كما أنها تعتبر الأساس للأدب الديني والتاريخ.

يروي السكولاستيون التاريخ الأسطوري للتفكير الفلسفي الأبجدي. وكان تأثير آباء الكنيسة البيزنطيون هو الأكثر ظهوراً في الأفكار الفلسفية في الفترة ما بين القرنين الرابع والخامس عشر. وقد صاغوا الأساسيات الفلسفية المتعلقة بالدين، مثل مفهوم اللاتين وسائل الكراهية والحب، وتعليم نظرية الإله في الكتاب المقدس، وهو أمر لا يزال يؤثر على ديانات العصر الحديث.

يعتبر التأمل الطويل والمتواصل عن الدين والتفكير نقطة رئيسية للدعم الفلسفي. وعلى الرغم من أنها فلسفة قوية ، فإن الفلسفة السكولاستية ليست دائماً موضع إعجاب من الفلاسفة العلمانيين. فهي ترتبط بالدين بحيث يمكن الجمع بين الدين والعلم.

يحاول السكولاستيون تبسيط معنى الإيمان وتفسير الإيمان بأسلوب لغوي يسمح للناس بفهمها. ولهذا السبب ، كان من المهم جدًا بالنسبة لهم أن يسعوا إلى تحليل النصوص الدينية وتفسيرها. وعلى الرغم من التحديات التي واجهوها حيث ظل الدين ملتبساً وغير مفهومٍ ، إلا أنهم نجحوا في فهم الكتاب المقدس بطريقة جيدة.

يتطلع السكولاستيون إلى تحليل كل ما يتعلق بالإيمان والدين والله. يستخدمون نظامًا من الاستدلالات الدقيقة لوصف بنية الدين ونظرياته. وبما أن الفلسفة السكولاستية تعرض أساساً لنظريات الدين، فإنها لا تدور حول اللغويات والجانب اللفظي في الشرح.

يعمل الفلسفيون السكولاستيون على ترجمة الأفكار الدينية العالمية إلى أفكار قابلة للفهم بشكل أفضل. ويعد ذلك من أهم ميزات الفلسفة السكولاستية، حيث يمكن للناس فهم الدين بشكل أفضل والإدراك بشكل أفضل لأفكار الإيمان ومعانيه. وهذا يعزز فهم الأديان الأخرى ويساعد الناس في الحوارات الحضارية المختلفة قي المجتمع.

10. التدريس في المدارس وأهمية السكولاستية.

يتعلّق هذا الفصل بالتدريس في المدارس وأهمية الفلسفة السكولائية في ذلك. يشير الباحثون إلى أنّ الفلسفة المدرسية ليست مجرّد لاهوت أو مذهب فلسفي، بل هي منهج للتعلّم يعتمد على الأفكار الفلسفية. تركّز السكولاستية بقوة على النّقد والتحليل الفلسفي، وقد كان المنهج المفضّل في التدريس في الجامعات خلال العصور الوسطى. ولأنّ الفلسفة المدرسية تسعى إلى توسيع المعرفة وحل الخلافات، فالتعليم بواسطتها يعتبر ضرورياً ومهماً بشكل خاص.

صعدت السكولاستية بشكل مباشر بصعود المدارس المزدهرة خلال القرن الثاني والثالث عشر في باريس وأوكسفورد وجامعة بولونيا. وبالتالي، فالفلسفة المدرسية لم تنشأ عفوياً، بل هي جزءٌ من طريقة التعليم المتأصّلة في العصور الوسطى. واستخدم المدرّسون آنذاك منهج السكولاستي في الشرح والتحليل، مما يجعل السكولاستية من بين الفلسفات الأساسية في التاريخ الغربي.

تنقّسم الفلسفة المدرسية تاريخياً إلى ثلاث فترات هي: العصر المبكر للفلسفة المدرسية، والعصر الوسطى للفلسفة المدرسية، والعصر الحديث للفلسفة المدرسية. وحتى تلك اللحظة، لا يزال الفكر المدرسي مهماً في التعليم الفلسفي. ويمكن للمهتمين بتحليل المفاهيم والأفكار استنتاج فوائد كبيرة من لجوءهم إلى السكولاستية في دراستهم.

تركّز الفلسفة المدرسية بشكلٍ أساسي على تحليل الأفكار والمفاهيم وعلاقتنا بها. من المؤمل أن تساعدنا السكولاستية في الأفهام الدقيقة والتحليل الفلسفي، ومعرفة الخلفية والأصول الفلسفية للمفاهيم. بالتالي، يمكننا أن نستنتج أنّ الفلسفة المدرسية لها دور إيجابي كبير في العملية التعليمية. وتأسيس المفاهيم والأفكار ديناميكياً حاسم لتشجيع التفكير والتحليل والنقد في المدارس والجامعات.

يحاول أتباع الفلسفة السكولائية تقديم برهان نظري للأحوال العامة الدينية للعالم، كما يمكن تحقيق ذلك بالاعتماد على الأفكار الفلسفية. وهذا يعني أنّه من خلال دراستها واستخدامها، يُمكن الحصول على فهمٍ أعمق للمفاهيم في العالم الديني والعلمي. وإذا تم استخدامها بشكل صحيح وبإطار تدريس ملائم، فإنّ الفلسفة السكولائية يمكن أن تكون أداة فعالة لإثراء التعليم وتوسيع المعرفة.