البرجوازية

البرجوازية

البرجوازية
البرجوازية

البرجوازية، هي مصطلح يطلق على الطبقة المتوسطة في المجتمعات الرأسمالية، التي تتمتع بثراء وازدهار اقتصادي، وتؤثر بشكل كبير في القرارات والإدارة السياسية. ومع زيادة تغيرات المجتمع وتطوره، يزداد اهتمامنا بتحليل ودراسة هذه الطبقة السياسية والاجتماعية، وما هي الاضطرابات التي يتعرض لها من ناحية التفاوت الاجتماعي والنزاعات الاقتصادية. في هذا المقال، سنتطرق إلى موضوع البرجوازية وتحليلها بشكل عام، لنتعرف على أدوارها في المجتمعات الرأسمالية وتأثيرها عليها.

1. تعريف البرجوازية

تعتبر البرجوازية طبقة اجتماعية تاريخية ظهرت في القرن الخامس عشر، وتعتبر منتجة ومسيطرة على وسائل الإنتاج والسياسة في المجتمع. وتأتي هذه الطبقة من الفئات الثرية وأصحاب الأموال والحرف والتي تتحلى بالقدرة على السيطرة على المؤسسات الدولية والتعاملات التجارية. ويتيح للبرجوازية رفاهية العيش من فائض العمل الكادح الذي يقدمه العمال في المجتمع. والجدير بالذكر، أن هذه الطبقة لعبت دورًا تاريخيًا في الثورات العالمية، والتحولات السياسية، تجعل البرجوازية لا غنى عن دراستها عند دراسة تاريخ البشرية وتطوراتها.

2. تاريخ ظهور البرجوازية

في تاريخ ظهور البرجوازية، بدأت ظهورها في القرون الخامس عشر والسادس عشر، حيث أصبحت طبقة اجتماعية تستحوذ على الأموال والحرف والإنتاج، كما أنها اكتسبت السيطرة على مؤسسات الدولة. وتعتبر البرجوازية طبقة غير منتجة ولكنها تعيش من فائض قيمة عمل العمال، وهي الطبقة المسيطرة على وسائل الإنتاج. ويشمل تصنيف البرجوازيين العديد من الفئات، تبدأ من البرجوازي الصغير وتنتهي بالطبقة المسيطرة والحاكمة في المجتمع. علاوة على ذلك، قامت البرجوازية بتحالف مع طبقة العمال والفلاحين، وبعد ذلك انقلبت على مباديء الجمهورية الأولى. وبهذا الشكل جددت البرجوازية نفوذها في المجتمع، بتحالفها مع الجيش بالسيطرة على الأوضاع والتخلص من غضب الطبقة الكادحة.

3. صفات البرجوازية

صفات البرجوازية تضم مجموعة من الصفات التي تميز هذه الطبقة في المجتمع، فهي الطبقة التي تملك رؤوس أموال وتحتكر السلطة والنفوذ والإنتاجية في المجتمع. و تسعى البرجوازية دائمًا للحفاظ على مصالحها الفردية و تعتبر الأرباح والاحترام و السلطة و السيطرة على المصانع والشركات والإنتاج و الاستثمار أساس حياتها. و تتبع البرجوازية النظام الرأسمالي الذي يجعل المنافسة والاحتكار جزءًا من عملها اليومي. و يمكن القول أن البرجوازية دائمًا ما تسعى لتحقيق أفضل استفادة ممكنة لذاتها وذلك بتحقيق أفضل الأرباح وفتح الأبواب للإستثمارات المربحة و تأكيد السيطرة على المجتمع .

4. أهمية البرجوازية في المجتمع

تف البرجوازية الطبقة المسيطرة في المجتمع، وتتميز باستثماراتها في وسائل الإنتاج، وهي طبقة غير منتجة لكن تعيش من فائض قيمة عمل العمال. تعتبر البرجوازية فئة قليلة العدد تحتفظ بالسيطرة على المؤسسات الحكومية والمصرفية والقوى الاقتصادية الكبرى. ومن الأهمية بما لا يحصى أن البرجوازية تمتلك القدرة على توظيف الموارد الاقتصادية وإنتاج الثروة وتسهيل التنمية، كما أنها تهتم بالصحة والتعليم والعلوم والفنون والإدارة والقانون وتحكيم العدل. ومن هذا المنطلق، فإن البرجوازية تلعب دورًا حيويًا في المجتمع وتحظى بإحترام كبير.

5. أنواع البرجوازية

يشير العديد من النظريات الاجتماعية إلى أنه يمكن تقسيم البرجوازية إلى عدة أنواع. فمن بين هذه الأنواع البرجوازي الكبير الذي يمتلك مصالح مترابطة ويتفاعل مع الحكومة ويؤثر عليها بشكل مباشر، والبرجوازي المتوسط الذي يستثمر في رأس المال والعمل، ويتحكم في الأسواق ويتفاعل مع الحكومة بشكل غير مباشر، والبرجوازي الصغير الذي يملك أعمالًا صغيرة ويعمل بشكل مستقل، ويستفيد من الطبقات العاملة. وجميع هذه الأنواع من البرجوازية تعمل بشكل مشترك على الحفاظ على مكانتها وامتيازاتها، وتدعم النظام السياسي الذي يصب في مصالحها المباشرة.

6. دور البرجوازية في الثورات والتحولات الاجتماعية

البرجوازية هي الطبقة المسيطرة في المجتمع، وقد لعبت دوراً هاماً في الثورات والتحولات الاجتماعية. فقد تحالفت مع طبقة العمال والفلاحين في الثورة الفرنسية، وبعد ذلك انقلبت على مبادئ الجمهورية الأولى لتسيطر على إدارة الثورة. كما قامت بدعم الجيش بقيادة نابليون بونابرت، ونجحت في الحفاظ على امتيازاتها ومكانتها في المجتمع، وفرضت نفسها كقوة حاكمة في العديد من الدول الأوروبية. ولكن، على الرغم من ذلك، فإن البرجوازية لم تشارك بشكل كبير في الثورة البروليتارية في القرن العشرين، وهي لا تزال تعتبر طبقة غير منتجة ولا تمتلك قوة اقتصادية فعلية، مما يجعلها محرومة من أية مشاركة في الثورة الاجتماعية.

7. التحالف بين البرجوازية والعمال والفلاحين

التحالف بين البرجوازية والعمال والفلاحين كان مهماً في تطور الحركة الثورية في فرنسا. فعندما تحالفت البرجوازية مع العمال والفلاحين لمواجهة النبلاء ورجال الدين، تمكنوا بعد ذلك من تحقيق نجاحات كبيرة في الثورة الفرنسية. وتمثلت أهمية هذا التحالف في دعم البرجوازية للجيش بقيادة نابليون بونابرت للتخلص من طغيان النبلاء ورجال الدين. ومع ذلك، بعد الثورة الفرنسية، انقلبت البرجوازية على مبادئ الجمهورية الأولى وتحالفت مع الجيش للسيطرة على الأوضاع والإنتاج، وساعدت في تصدير الأزمة الداخلية ببدء الإستعمار الأوروبي للجزائر.

8. سيطرة البرجوازية على السياسة والاقتصاد

بد نجاح البرجوازية في إزاحة النبلاء ورجال الدين عن الحكم في الثورة الفرنسية، أصبحت هذه الطبقة المسيطرة على السياسة والاقتصاد. حيث قسمت نفسها إلى فئات وهي تمتلك وسائل الإنتاج وتعيش من فائض قيمة عمل العمال. بجانب ذلك، تملك البرجوازية القدرة على التحكم في مؤسسات الدولة وضمان حفاظها على الامتيازات والمكانة. وعلاوة على ذلك، فإن سيطرة البرجوازية على الاقتصاد تسببت في ظهور التجارة الحرة والعولمة واختفاء الصناعات المحلية الصغيرة. وبالتالي، فإن سياسات البرجوازية مسؤولة عن حدوث الكثير من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في العالم حتى يومنا هذا.

9. تأثير البرجوازية على الثقافة والفنون

تسببت البرجوازية في تغيير الثقافة والفنون، حيث أصبحت الكماليات والتفاصيل العالية هي المطلوبة في الأعمال الفنية. وتمتلك الطبقة البُرجوازية القدرة على دفع الثقافة والفنون إلى مستويات جديدة من الرفاهية والتطور. وكان للبرجوازية أيضًا تأثير في الأدب، حيث تغيرت الموضوعات المطروحة في الروايات والشعر، حيث اهتم أصحاب الأعمال الأدبيين بالمواضيع الاجتماعية والسياسية. ويعتبر هذا التأثير إيجابيًا في بعض النواحي وسلبيًا في أخرى، إذ يمكن أن يعرض الفن والثقافة للتجارة وتفقيرها.

10. إرث البرجوازية في العصر الحديث.

إرث البرجوازية في العصر الحديث يظهر بوضوح في السيطرة الهائلة التي تملكها الشركات الكبرى والمؤسسات الضخمة على الاقتصاد العالمي. فهي الطبقة التي تسيطر على وسائل الإنتاج وتحرص على تحقيق أرباحها الضخمة بأي طريقة. ومن خلال القوة الاقتصادية والتأثير السياسي، تستطيع البرجوازية الحفاظ على مكانتها الاجتماعية والإقليمية، حيث يتم تشكيل السياسات الاقتصادية والاجتماعية بما يخدم مصالحها. ولكن إرث البرجوازية الأساسي هو الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الرأسمالي وتحرير الأسواق وتحريك الأرباح. ومن خلال العولمة والتطور التكنولوجي، تستطيع البرجوازية تحقيق أرباحها في العالم بأكمله والسيطرة على النظام الدولي الحالي.