تخصص علم الإنسان

من بين جميع التخصصات العلمية المتاحة لدراسة، تد علومإنسان من الأكثر شيوعًا وشعبيةً بين الطلاب. لماذا؟ لأن هذا التخصص يتيح فرصة فريدة لفهم البشرية وكيفية تفاعل الإنسان مع العالم من حوله. ومن ضمن التخصصات التي يتضمنها علم الإنسان، يأتي "تخصص علم الإنسان" الذي يعتبر أحد التخصصات الأساسية في هذا المجال. في هذه المقالة، سنناقش ما هو تخصص علم الإنسان وما هي الأسباب التي تجعله مهمًا لفهم الأنثروبولوجيا ككل.

1. ما هو علم الإنسان؟

علم الإنسان هو علم يهتم بدراسة الإنسان ومجتمعاته المختلفة بشكل شامل. يركز هذا العلم على تحليل وفهم جميع جوانب الإنسانية بدءًا من أصوله وتكيفه وصولًا إلى ثقافاته ومعتقداته الدينية والاجتماعية. ولا يتوقف علم الإنسان عند الحضارات والمجتمعات القديمة فحسب، فهو يهتم ببناء وتحليل المجتمعات الحديثة والمدن الصناعية. يضم هذا العلم مجموعة من التخصصات الأساسية مثل علم الأنثروبولوجيا، والذي يحلل ويدرس المجتمعات البشرية وثقافاتها، كما يتضمن فرعًا يهتم بالمسح الجيولوجي والتاريخي للأماكن، وفرعًا يهتم بالتأثير الاجتماعي للغة. وبفضل هذه التخصصات الثرية، يُمكن علم الإنسان الفهم الشامل للإنسان ومجتمعاته وتاريخه. 

2. فروع تخصص علم الإنسان

تنقسم فروع تخصص علم الإنسان إلى عدة تخصصات فرعية مثل علم الإنسان البيولوجي والذي يركز على دراسة التطور البيولوجي للإنسان ويشمل تنوع الأعراق والقدرة على التكيف والسجل الأحفوري لتطور البشر. كما يوجد أيضًا علم الآثار الإنسانية الذي يهتم بالبحث عن آثار الحضارات القديمة ودراستها. يُعتبر علم التاريخ الإجتماعي ضمن فروع التخصصات الفرعية لعلم الإنسان، إذ يركز على تحليل الأحداث التاريخية وما يمكن استنتاجه منها حول العلاقات الاجتماعية والثقافية للبشر. بينما يتضمن علم الأنثروبولوجي الثقافي دراسة الثقافات والعادات والتقاليد للشعوب والمجتمعات حول العالم. وأخيرًا، يوجد علم الأنثروبولوجيا اللغوية الذي يركز على تحليل اللغات والثقافات والرموز المختلفة في العالم. 

3. علم الإنسان الحيوي

علم الإنسان الحيوي هو مجال علمي يركز على الوانب البيوجية واللوكية للبشر وأسلافهم. يدرس هذا الحقل البشر بشكل منهجي من منظور بيولوجي ويتمحور حول دراسة آليات التطور البيولوجية والقدرة على التكيف وتنوع الأعراق عند البشر المعاصرين وعند العليا والسجل الأحفوري لتطور البشر. يظهر علم الإنسان الحيوي الأدوات والتقنيات المختلفة لدراسة البشر من منظور بيولوجي، والتي تشمل دراسة الهيكل العظمي والوراثة وتحليل الحمض النووي والعلم الوظيفي. وهذا العلم يعتبر مفيدًا في فهم التطور البشري وعلاقة جسم الإنسان بالبيئة التي يعيش بها. 

4. علم الإنسان الثقافي

علم الإنسان الثقافي هو فرع من دراسة الأنثروبولوجيا ويهتم بدراسة الثقافات البشرية المختلفة في كل زمان ومكان. يركز هذا التخصص على بناء وتحليل الثقافات والعادات والمعتقدات واللغات والفن والقانون في المجتمعات البشرية. يساعد دارس الإنسان الثقافي في فهم استجابات الناس لمشكلات الحياة والعمل في جميع أنحاء العالم. يتطور العلم باستمرار منذ بداية نشأته وحتى الوقت الحاضر، وتأسيس التخصص يعود إلى عالم إدوارد تايلور في القرن التاسع عشر. ومن خلال هذا العلم، يمكن للأنثروبولوجيين فهم المجتمعات الأخرى بشكل أفضل وتحليل الاختلافات والتشابهات بينها والعمل على تحقيق التفاهم الثقافي بين الأجناس البشرية المختلفة. 

5. علم الإنسان اللغوي

يدرج علم الإنسان اللغوي تحت علوم الإنسان، ويهتم بدراسة اللغات فيما يخص بنيتها واستخداماتها وعلاقتها بالثقافة والتفاعل بين البشر. ويسعى هذا التخصص لفهم كيفية اكتساب اللغات وتطويرها عند الإنسان، وتتبع تطور اللغة وتغيراتها على مر الزمن، بالإضافة إلى الدراسات المقارنة بين اللغات المختلفة وكيفية تأثيرها على الثقافات المختلفة. كذلك، يوضح علم الإنسان اللغوي كيفية تأثير اللغة على النباتات والحيوانات وحياتها الاجتماعية، وكيفية استخدام اللغات في السياسة والتاريخ. ومن خلال دراسة هذا التخصص، يمكن للطلاب الاستفادة من فهم أعمق للغات وعلاقتها بالثقافات، وتطوير مهاراتهم في التواصل اللفظي والكتابي. 

6. علم الإنسان الاجتماعي

علم الإنسان الاجتماعي هو فرع من فروع علم الإنسان. ويتمحور حول دراسة تصرفات الإنسان وثقافاته وعاداته في هذا الكوكب. وتشمل الفروع الرئيسية التي يدرسها العلماء الإنسان الاجتماعي المنظمات والتسوية وأنماط الأسرة ونمط النشاط الاجتماعي. ويتم تدريب علماء الإنسان الاجتماعي على تفسير السلوك والسلوك الرمزي، ليس كمجرد معلومة بل متصلاً بالعمل والممارسة والسياق التاريخي الوارد به. وتهدف الدراسات إلى الوصول إلى فهم شامل لقواعد السلوك الإنساني وحفظ الحياة الاجتماعية ودورها في شكلنا الحالي كبنيان وثقافات وأعضاء في المجتمع، والتي يمكن تطبيقها في مجالات مختلفة. 

7. علم الآثار في علم الإنسان

علم الآثار يعد أحد فروع علم الإنسان المهمة، حيث يُدرس تاريخ الحضارات بشكل عام، ويتفاعل بشكل كبير مع علم الإنسان وعلم الأنثروبولوجيا. ويهتم هذا العلم بدراسة الأدلة والمخلفات البشرية، والتي تفيد بشكل كبير في فهم تاريخ الإنسان وتطوره. ويستخدم علم الآثار أساليب حديثة تتضمن التنقيب عن الآثار والتحليل الكيميائي والجيولوجي للتربة والصخور والعظام. كما يُعد هذا العلم أحد الوسائل للكشف عن خلفية الحضارات القديمة والتي تستخدم في الدراسات الأنثروبولوجية. لذا يُعد علم الآثار أهم علوم الإنسان ويعد جزءًا حاسمًا في دراسة تاريخ الإنسان وتطوره عبر الزمن. 

8. الأنثروبولوجيا الفيزيائية

تعد الأنثروبولوجيا الفيزيائية من أهم فروع الأنثروبولوجيا التي لها ترابط وثيق مع العلوم الطبيعية، حيث تدرس الأبعاد البيولوجية للإنسان، ومن ضمن ذلك تطورهم البيولوجي والاختلافات الجسدية بين المجتمعات المختلفة، وغيرها من الجوانب البشرية. وتتميز الأنثروبولوجيا الفيزيائية بأنها تنقسم إلى ثلاثة مجالات، وهي علم الإنسان القديم وعلم الحيوانات البدائية والقياسات البشرية. ويهتم علم الإنسان القديم بدراسة عصور ما قبل التاريخ، وتحليل البقايا الحفرية لتتبع التطور الاجتماعي والثقافي للإنسان. في حين يختص علم الحيوانات البدائية بدراسة قردة الإنسان والرئيسيات الغير بشرية، وتحليل تطورات علم الإنسان في تطبيقاتها الطبية. أما القياسات البشرية تهتم بدراسة العوامل البيولوجية المتعلقة بالجسم البشري مثل الوزن والطول وحجم الجمجمة وغيرها، وهي ذات أهمية كبيرة في عمليات التعرف على جثث الأشخاص المجهولي الهوية. 

9. مجالات العمل بعد تخرج كلية الإنسانيات

يعتبر تخرج طلاب كلية الإنسانيات من بين الخيارات المثيرة للاهتمام في مجالات العمل المتاحة، حيث يمكنهم العمل في مجالات متعددة. يمكن لحملة شهادة الإنسانيات العمل في التدريس والترجمة والصحافة والإعلام والتسويق وإدارة المشاريع والسفر والسياحة والتعليم وعلم النفس والتاريخ والثقافة والتراث. وكما يظهر، فإن الحصول على شهادة الإنسانيات يمكن أن يفتح العديد من الأبواب في العالم المهني، وتساعد على تطوير مهارات حل المشكلات والتواصل والتنظيم والابتكار، مما يتيح الفرصة لتحقيق النجاح بمختلف المجالات. 

10. أفضل الجامعات في العالم لتخصص علم الإنسان.

من بين أفضل الجامعات في العالم لتخصص علم الإنسان، تتصدر جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية القائمة، وتليها جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة. كما تشمل القائمة أيضًا جامعتي كمبردج ولندن في المملكة المتحدة، وجامعتي زيورخ وبازل في سويسرا، وجامعتي سيدني وملبورن في أستراليا، بالإضافة إلى جامعتي بنسلفانيا وميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية. تحظى هذه الجامعات بسمعة دولية وبمناهج تعليمية متميزة في تخصص علم الإنسان، وتوفر فرص تعليمية وبحثية واسعة للطلاب والباحثين.